أما
العرش فهو عرش الرحمن جل جلاله الذي هو سقف المخلوقات وأعظمها وأوسعها
وأحسنها وأقربها إلى الله تعالى ، وهو سبحانه وتعالى مستو على عرشه سبحانه
وتعالى استواءً يليق بجلاله عز وجل .
وأما حملة
العرش فهم صنف من الملائكة شرفهم الله بهذا الشرف العظيم ويتمثل هذا الشرف
في أمور منها : حمل عرش الرحمن ومنها قربهم من الله سبحانه وتعالى وعدد
الملائكة حملة العرش ثمانية مصداق ذلك في كتاب الله ( ويحمل عرش ربك فوقهم
يومئذ ثمانية ) .
أما دعاء
حملة العرش ومن حوله فهو ما جاء في كتاب الله ( الذين يحملون العرش ومن
حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء
رحمة وعلما ً فاغفر للذين آمنوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ، ربنا
وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك
أنت العزيز الحكيم وقهم السيئات ومن تق السيئات فقد رحمته وذلك هو الفوز
العظيم ) .
يخبر الله
سبحانه وتعالى عن كمال لطفه بعباده المؤمنين وما قيض لأسباب سعادتهم من
استغفار الملائكة المقربين لهم ودعاؤهم لهم بما فيه صلاح دينهم وآخرتهم .
لقد جاء
أولئك الملائكة بأنواع من العبادات التي يحبها الله تمثلت في تعظيم الله
وتنزيهه بتسبيحه وتحميده ، ومن ثم دعائه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ،
وفي الآيات كمال أدب الملائكة مع ربهم سبحانه وتعالى بإقرارهم بربويته
وبيان حاجتهم وفقرهم إليه جل جلاله .
( يسبحون بحمد ربهم ) ، إنه ذكر عظيم ، أجره كبير وقد جاء في فضل هذا الذكر أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرةقال: قال رسول الله: { كلمتان خفيفتان علىاللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان اللهالعظيم } [رواه مسلم
وعن أبي هريرةأنه قال: قال رسول الله: { من قال: سبحان اللهوبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر [رواهمسلم.
وقال عليه السلام فيما رواه مسلم ( من قال ، حين يصبح وحين يمسي : سبحان الله وبحمده، مائة مرة ، لم يأت أحد ، يوم القيامة ، بأفضل مما جاء به . إلا أحد قالمثل ما قال أو زاد عليه )
و روى الامام مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل : أي الكلام أفضل ؟ قال ” ما اصطفى اللهلملائكته أو لعباده : سبحان الله وبحمده ” .
وروى
الامام مسلم أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عند جويرية بنت
الحارث رضي الله عنها بكرة حين صلى الصبح ، وهي في مسجدها . ثمرجع بعد أن أضحى ، وهي جالسة . فقال ” ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ؟ ” قالت : نعم . قال النبي صلى الله عليه وسلم ” لقد قلت بعدك أربع كلمات ، ثلاث مرات . لووزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ” .
لقد تضمنت هذه الآيات وتلك الدعوات موافقة الملائكة لربهم سبحانه في حبه جل جلاله للإيمان وأهله .
إن أهل
الإيمان هم أصحاب الفلاح في الدنيا والآخرة ، ولهم من المحاسن ما لا يكون
لغيرهم ، لقد امتن الله عليهم بمنن كثيرة والآء عظيمة ومن ذلك ماجاء في
هذه الآيات من استغفار أولئك الملائكة المقربون لهم فمن فوائد الإيمان
استغفار الملائكة الذين لا ذنوب عليهم لأهل الإيمان .
رحمة
الله واسعة لا يحدها حد ، ( ربنا وسعت كل شيء رحمة ) من أسمائه جل جلاله
الرحمن والرحيم ، أخرج البخاري ومسلم من حديث أبو هريرة رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة
فأمسك عنده تسعاً وتسعين رحمة وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة … ) الحديث ،
وهو سبحانه وتعالى يحب من عباده الرحماء ، الرحمة أيها المسلمون إذا كانت
من الله ابتداءً وتفضلاً فينبغي أن تكون بين عباده المؤمنين صفة ملازمة
لأخلاقهم ومعاملاتهم ، ما أجمل أن تكون الرحمة متمثلة في سلوكنا
وتعاملاتنا ، إنها الرحمة المنشودة بين الأب وأبناءه والزوج وزوجته ، إنها
الرحمة بين الرئيس ومرؤوسيه ، إنها الرحمة بين المعلم وتلاميذه ، إنها
الرحمة بين رب الأسرة وخدمه ، إنها الرحمة التي ينبغي أن تكون بين أفراد
المجتمع الرحمة بالأرامل واليتامى والفقراء والمساكين ، الرحمة بأهل ذلك
السجين الذي سُجن لسبب أو آخر فحُبس عن أهله فلا عائل لهم ولا منفق عليهم
قال صلى الله عليه وسلم ( إنما يرحم الله من عباده الرحماء ) رواه البخاري
إن الله
جل جلاله كامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وإذا كانت رحمته وسعت كل
شيء فكذلك علمه لا يخلو منه مكان، ولا يشغله شأن عن شأن بخلاف المخلوق
الضعيف الناقص فعلمه ناقص مسبوق بالجهل، وينتهي أيضا بالموت فلا يعلم إذا
مات، وكذلك المخلوق ضعيف يلهيه شأن عن شأن.
أما الرب
-سبحانه وتعالى- فلا يلهيه شأن عن شأن، ولا يتضرر بسؤال السائلين ولا
بإلحاح الملحين ، من يحصي الخلائق؟ لا يحصيهم إلا الله في البراري والبحار
وفي الجو والسماوات والأرضين كلهم يسألون الله في وقت واحد يلهجون بذكره
وثنائه فيثيبهم ويجيب سؤالهم ويرزقهم ويعافيهم في وقت واحد لا يلهيه شأن
عن شأن، سرهم كجهرهم ،خَلَقهم وأوجدهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
وبعد أن
قدم حملة العرش ومن حوله في دعائهم لله تحميده وتسبيحه والثناء عليه بما
هو أهله جل جلاله – وهذا كله من آداب الدعاء ومظنة لإجابته – شرعوا
بالدعاء بالمغفرة - لمن ياترى ؟- قال الله عنهم ( فاغفر للذين آمنوا
واتبعوا سبيلك ) وهذان الوصفان العظيمان وصف الإيمان بالله وإتباع السبيل
القويم من أعظم الأوصاف التي حري بكل إنسان في هذه الحياة الدنيا أن يتصف
بهما لأنهما طريق الرشاد والفلاح والمغفرة ، ومن دعاءنا في كل صلاة بل في
كل ركعة ( اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ، غير المغضوب
عليهم ولا الضالين ) .
الحمد لله
الذي شرع لنا من الدين ما وصى به المرسلين، أحمده سبحانه وأشكره، وأؤمن به
وأتوكل عليه، إياه نعبد وإياه نستعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له رب العالمين، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله، سيد الأولين
والآخرين وقائد الغر المحجلين، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله
وأصحابه أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
ثم تابع أولئك الملائكة الأبرار دعائهم لأهل الإيمان (وقهم عذاب الجحيم ) قال أهل العلم ويتضمن الوقاية من عذاب الجحيم أمران :
الأول /
الوقاية من العذاب ، والثاني / الوقاية من أسباب العذاب التي في مقدمتها
الذنوب والمعاصي ، وقد في وصف عباد الرحمن ( والذين يقولون ربنا اصرف عنا
عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً ، إنها ساءت مستقراً ومقاماً ) .
وإن كان
الوقاية من العذاب هدف لأهل الإيمان فإن دخول الجنة غاية من أعظم الغايات
، ولذا كان من دعاء الملائكة ( حملة العرش ومن حوله ) : (ربنا وأدخلهم
جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز
الحكيم ) .
وفي هذه الصيغة من الدعاء جملة من الفوائد من أبرزها :
أولاً /
أن وعد الله أعظم الوعود وهو سبحانه وعد عباده المؤمنين بالجنة وسيكون ،
وإني أذكركم يارعاكم بأمر أشرت إليه في هذه الخطبة عدة مرات وهاأنا أؤكد
عليه وهو أن موافقة الله جل شأنه في الصفات التي يحبها ويتصف بها مما
يستطيعه الخلق من أعظم العبادات كما قررنا ذلك في موافقة الملائكة لربهم
في حبه للإيمان وأهله ، وكما ذكرنا في بيان أن الرحماء من الخلق يرحمهم
الرحمن جل جلاله ، فإذا كان ذلك كذلك ، فإن من أعظم العبادات الوفاء
بالوعد والعهد ، وقد وصف الله أهل الصدق والتقوى بقوله ( والموفون بعهدهم
إذا عاهدوا ) .
وثاني تلك
الفوائد يستفاد من قول الله تعالى ( ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم
) قال أهل التفسير : ( إن المقارن من زوج وولد وصاحب يسعد بقرينه ويكون
اتصاله به سبباً لخير يحصل له ) وهذه الخيرية وتلك السعادة تتحقق لأصحاب
الصلاح ( ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ) ، وفي هذا إشارة بليغة
بأن صلاح العمل من أهم الغايات ، ومن أفضل ما تصرف فيه الأوقات .
كما أن صلاح الآباء والأبناء والأزواج مطلب مهم فلنحرص وفقني الله وإياكم أن نرشد أزواجنا وذرياتنا إلى طريق الصلاح والفلاح
قال تعالى ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وماألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ) .
ثم يُختم
ذلك الدعاء العظيم من الملائكة حملة العرش ومن حوله وهم يدعون لأهل
الإيمان (وقهم السيئات ومن تق السيئات فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم )
إن من رحمة الله بعبده أن يجعله الذنوب والمعاصي مقبلاً على الله سبحانه
إن أذنب استغفر وإن أساء آب وتاب وهناك يتقلب في رحمة الله في الدنيا وفي
الآخرة .
الفوز كل
الفوز لا يكون إلا بسلوك طريق أهل الإيمان صراط الله المستقيم الذي هو درب
النجاح والفلاح ففيه النجاة من النيران والفوز بالجنان ورحمة الكريم
المنان ( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ) .
العرش فهو عرش الرحمن جل جلاله الذي هو سقف المخلوقات وأعظمها وأوسعها
وأحسنها وأقربها إلى الله تعالى ، وهو سبحانه وتعالى مستو على عرشه سبحانه
وتعالى استواءً يليق بجلاله عز وجل .
وأما حملة
العرش فهم صنف من الملائكة شرفهم الله بهذا الشرف العظيم ويتمثل هذا الشرف
في أمور منها : حمل عرش الرحمن ومنها قربهم من الله سبحانه وتعالى وعدد
الملائكة حملة العرش ثمانية مصداق ذلك في كتاب الله ( ويحمل عرش ربك فوقهم
يومئذ ثمانية ) .
أما دعاء
حملة العرش ومن حوله فهو ما جاء في كتاب الله ( الذين يحملون العرش ومن
حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء
رحمة وعلما ً فاغفر للذين آمنوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ، ربنا
وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك
أنت العزيز الحكيم وقهم السيئات ومن تق السيئات فقد رحمته وذلك هو الفوز
العظيم ) .
يخبر الله
سبحانه وتعالى عن كمال لطفه بعباده المؤمنين وما قيض لأسباب سعادتهم من
استغفار الملائكة المقربين لهم ودعاؤهم لهم بما فيه صلاح دينهم وآخرتهم .
لقد جاء
أولئك الملائكة بأنواع من العبادات التي يحبها الله تمثلت في تعظيم الله
وتنزيهه بتسبيحه وتحميده ، ومن ثم دعائه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ،
وفي الآيات كمال أدب الملائكة مع ربهم سبحانه وتعالى بإقرارهم بربويته
وبيان حاجتهم وفقرهم إليه جل جلاله .
( يسبحون بحمد ربهم ) ، إنه ذكر عظيم ، أجره كبير وقد جاء في فضل هذا الذكر أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرةقال: قال رسول الله: { كلمتان خفيفتان علىاللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان اللهالعظيم } [رواه مسلم
وعن أبي هريرةأنه قال: قال رسول الله: { من قال: سبحان اللهوبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر [رواهمسلم.
وقال عليه السلام فيما رواه مسلم ( من قال ، حين يصبح وحين يمسي : سبحان الله وبحمده، مائة مرة ، لم يأت أحد ، يوم القيامة ، بأفضل مما جاء به . إلا أحد قالمثل ما قال أو زاد عليه )
و روى الامام مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل : أي الكلام أفضل ؟ قال ” ما اصطفى اللهلملائكته أو لعباده : سبحان الله وبحمده ” .
وروى
الامام مسلم أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عند جويرية بنت
الحارث رضي الله عنها بكرة حين صلى الصبح ، وهي في مسجدها . ثمرجع بعد أن أضحى ، وهي جالسة . فقال ” ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ؟ ” قالت : نعم . قال النبي صلى الله عليه وسلم ” لقد قلت بعدك أربع كلمات ، ثلاث مرات . لووزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ” .
لقد تضمنت هذه الآيات وتلك الدعوات موافقة الملائكة لربهم سبحانه في حبه جل جلاله للإيمان وأهله .
إن أهل
الإيمان هم أصحاب الفلاح في الدنيا والآخرة ، ولهم من المحاسن ما لا يكون
لغيرهم ، لقد امتن الله عليهم بمنن كثيرة والآء عظيمة ومن ذلك ماجاء في
هذه الآيات من استغفار أولئك الملائكة المقربون لهم فمن فوائد الإيمان
استغفار الملائكة الذين لا ذنوب عليهم لأهل الإيمان .
رحمة
الله واسعة لا يحدها حد ، ( ربنا وسعت كل شيء رحمة ) من أسمائه جل جلاله
الرحمن والرحيم ، أخرج البخاري ومسلم من حديث أبو هريرة رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة
فأمسك عنده تسعاً وتسعين رحمة وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة … ) الحديث ،
وهو سبحانه وتعالى يحب من عباده الرحماء ، الرحمة أيها المسلمون إذا كانت
من الله ابتداءً وتفضلاً فينبغي أن تكون بين عباده المؤمنين صفة ملازمة
لأخلاقهم ومعاملاتهم ، ما أجمل أن تكون الرحمة متمثلة في سلوكنا
وتعاملاتنا ، إنها الرحمة المنشودة بين الأب وأبناءه والزوج وزوجته ، إنها
الرحمة بين الرئيس ومرؤوسيه ، إنها الرحمة بين المعلم وتلاميذه ، إنها
الرحمة بين رب الأسرة وخدمه ، إنها الرحمة التي ينبغي أن تكون بين أفراد
المجتمع الرحمة بالأرامل واليتامى والفقراء والمساكين ، الرحمة بأهل ذلك
السجين الذي سُجن لسبب أو آخر فحُبس عن أهله فلا عائل لهم ولا منفق عليهم
قال صلى الله عليه وسلم ( إنما يرحم الله من عباده الرحماء ) رواه البخاري
إن الله
جل جلاله كامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وإذا كانت رحمته وسعت كل
شيء فكذلك علمه لا يخلو منه مكان، ولا يشغله شأن عن شأن بخلاف المخلوق
الضعيف الناقص فعلمه ناقص مسبوق بالجهل، وينتهي أيضا بالموت فلا يعلم إذا
مات، وكذلك المخلوق ضعيف يلهيه شأن عن شأن.
أما الرب
-سبحانه وتعالى- فلا يلهيه شأن عن شأن، ولا يتضرر بسؤال السائلين ولا
بإلحاح الملحين ، من يحصي الخلائق؟ لا يحصيهم إلا الله في البراري والبحار
وفي الجو والسماوات والأرضين كلهم يسألون الله في وقت واحد يلهجون بذكره
وثنائه فيثيبهم ويجيب سؤالهم ويرزقهم ويعافيهم في وقت واحد لا يلهيه شأن
عن شأن، سرهم كجهرهم ،خَلَقهم وأوجدهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
وبعد أن
قدم حملة العرش ومن حوله في دعائهم لله تحميده وتسبيحه والثناء عليه بما
هو أهله جل جلاله – وهذا كله من آداب الدعاء ومظنة لإجابته – شرعوا
بالدعاء بالمغفرة - لمن ياترى ؟- قال الله عنهم ( فاغفر للذين آمنوا
واتبعوا سبيلك ) وهذان الوصفان العظيمان وصف الإيمان بالله وإتباع السبيل
القويم من أعظم الأوصاف التي حري بكل إنسان في هذه الحياة الدنيا أن يتصف
بهما لأنهما طريق الرشاد والفلاح والمغفرة ، ومن دعاءنا في كل صلاة بل في
كل ركعة ( اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ، غير المغضوب
عليهم ولا الضالين ) .
الحمد لله
الذي شرع لنا من الدين ما وصى به المرسلين، أحمده سبحانه وأشكره، وأؤمن به
وأتوكل عليه، إياه نعبد وإياه نستعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له رب العالمين، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله، سيد الأولين
والآخرين وقائد الغر المحجلين، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله
وأصحابه أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
ثم تابع أولئك الملائكة الأبرار دعائهم لأهل الإيمان (وقهم عذاب الجحيم ) قال أهل العلم ويتضمن الوقاية من عذاب الجحيم أمران :
الأول /
الوقاية من العذاب ، والثاني / الوقاية من أسباب العذاب التي في مقدمتها
الذنوب والمعاصي ، وقد في وصف عباد الرحمن ( والذين يقولون ربنا اصرف عنا
عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً ، إنها ساءت مستقراً ومقاماً ) .
وإن كان
الوقاية من العذاب هدف لأهل الإيمان فإن دخول الجنة غاية من أعظم الغايات
، ولذا كان من دعاء الملائكة ( حملة العرش ومن حوله ) : (ربنا وأدخلهم
جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز
الحكيم ) .
وفي هذه الصيغة من الدعاء جملة من الفوائد من أبرزها :
أولاً /
أن وعد الله أعظم الوعود وهو سبحانه وعد عباده المؤمنين بالجنة وسيكون ،
وإني أذكركم يارعاكم بأمر أشرت إليه في هذه الخطبة عدة مرات وهاأنا أؤكد
عليه وهو أن موافقة الله جل شأنه في الصفات التي يحبها ويتصف بها مما
يستطيعه الخلق من أعظم العبادات كما قررنا ذلك في موافقة الملائكة لربهم
في حبه للإيمان وأهله ، وكما ذكرنا في بيان أن الرحماء من الخلق يرحمهم
الرحمن جل جلاله ، فإذا كان ذلك كذلك ، فإن من أعظم العبادات الوفاء
بالوعد والعهد ، وقد وصف الله أهل الصدق والتقوى بقوله ( والموفون بعهدهم
إذا عاهدوا ) .
وثاني تلك
الفوائد يستفاد من قول الله تعالى ( ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم
) قال أهل التفسير : ( إن المقارن من زوج وولد وصاحب يسعد بقرينه ويكون
اتصاله به سبباً لخير يحصل له ) وهذه الخيرية وتلك السعادة تتحقق لأصحاب
الصلاح ( ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ) ، وفي هذا إشارة بليغة
بأن صلاح العمل من أهم الغايات ، ومن أفضل ما تصرف فيه الأوقات .
كما أن صلاح الآباء والأبناء والأزواج مطلب مهم فلنحرص وفقني الله وإياكم أن نرشد أزواجنا وذرياتنا إلى طريق الصلاح والفلاح
قال تعالى ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وماألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ) .
ثم يُختم
ذلك الدعاء العظيم من الملائكة حملة العرش ومن حوله وهم يدعون لأهل
الإيمان (وقهم السيئات ومن تق السيئات فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم )
إن من رحمة الله بعبده أن يجعله الذنوب والمعاصي مقبلاً على الله سبحانه
إن أذنب استغفر وإن أساء آب وتاب وهناك يتقلب في رحمة الله في الدنيا وفي
الآخرة .
الفوز كل
الفوز لا يكون إلا بسلوك طريق أهل الإيمان صراط الله المستقيم الذي هو درب
النجاح والفلاح ففيه النجاة من النيران والفوز بالجنان ورحمة الكريم
المنان ( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ) .
الأحد يوليو 10, 2011 1:54 am من طرف @ abdnor @
» نكتة جزء 2
الأحد يوليو 10, 2011 1:53 am من طرف @ abdnor @
» نكتة رائعة
الأحد يوليو 10, 2011 1:52 am من طرف @ abdnor @
» أجدد النكت المغربية أتحداك إذا كنت سمعتها من قبل جزء 1
الأحد يوليو 10, 2011 1:49 am من طرف @ abdnor @
» نكت موديل 2011
الأحد يوليو 10, 2011 1:44 am من طرف @ abdnor @
» برنامج AVG PC Tuneup 2011 10.0.0.26
الثلاثاء يونيو 28, 2011 1:45 am من طرف @ abdnor @
» حصريا الاسطوانة العملاقة التى تجمع اخر تحديثات مع احدث البرامج الهامة Windows XP SP3 Corporate Student Edition June 2011 بتحديثات شهر يونيو وبحجم 687 ميجا وعلى اكثر من سيرفر
الثلاثاء يونيو 28, 2011 1:37 am من طرف @ abdnor @
» حصريا أقدم لكم أفضل لعبة كرة قدم fifa 2012 بحجم 100 ميجا وتعمل في كل أجهزة
السبت أبريل 16, 2011 12:58 am من طرف MOHMD DRD
» اعلان عام
الأحد فبراير 27, 2011 9:59 am من طرف @ abdnor @
» دفتر الحظور والغياب اليومي
الأحد فبراير 27, 2011 9:55 am من طرف @ abdnor @
» تاريخ ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأوروبية
السبت فبراير 26, 2011 6:49 am من طرف @ abdnor @
» سورة نوح مع فيديو لمناظر طبيعية
السبت فبراير 26, 2011 6:46 am من طرف @ abdnor @
» فائدتان : في قوله تعالى " قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم " وتسمية " الأرض المقدسة ".
السبت فبراير 26, 2011 6:43 am من طرف @ abdnor @
» سورة البقرة (3.43MB) فقـــــــــط
السبت فبراير 26, 2011 6:26 am من طرف @ abdnor @
» كيف تحفض القران فى عشر دقائق
السبت فبراير 19, 2011 5:58 am من طرف الافق الجميل
» تلاوة القرآن في رمضان
السبت فبراير 19, 2011 5:56 am من طرف الافق الجميل
» الصلاة على الرسول عند قراءة الآيات
الخميس فبراير 10, 2011 11:29 pm من طرف عبدالنور
» متى نزلت آية الحجاب ؟
الخميس فبراير 10, 2011 11:28 pm من طرف عبدالنور
» أنواع هجر القرآن الكريم ( اقرأ وتدبر)
الخميس فبراير 10, 2011 11:28 pm من طرف عبدالنور
» الايجابية في نملة سليمان و الهدهد و المؤمن
الخميس فبراير 10, 2011 11:27 pm من طرف عبدالنور
» عنده إشكال في تفسير هذه الآية
الخميس فبراير 10, 2011 11:26 pm من طرف عبدالنور
» هل تدخل النساء في قوله تعالى (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم) ؟
الخميس فبراير 10, 2011 11:26 pm من طرف عبدالنور
» الشرور الأربعة المذكورة في سورة الفلق .. وكيف عالجها الإسلام؟
الخميس فبراير 10, 2011 11:25 pm من طرف عبدالنور
» إلا تفعلوه تكن فتنة ..... فريق النور
الخميس فبراير 10, 2011 11:25 pm من طرف عبدالنور
» (جميع خطب ودروس)عبد الحميد كشك.(ارجو التثبيت).
الجمعة يناير 21, 2011 1:49 am من طرف @ abdnor @
» برنامج "إلى صلاتي"
الجمعة يناير 21, 2011 1:47 am من طرف @ abdnor @
» برنامج محمد صلى الله عليه وسلم كأنك تراه
الجمعة يناير 21, 2011 1:44 am من طرف @ abdnor @
» أطرق الباب وقل : ياااااااا الله
الجمعة يناير 21, 2011 1:43 am من طرف @ abdnor @
» TNTSAT FR @ 19.2°E VIACCESS (CRISTOR & RESSEMBLANTS FORMAT) 071210
الخميس يناير 20, 2011 6:07 pm من طرف @ abdnor @
» قصة شاب ضرب ابوه .......بالمصحف
الأربعاء يناير 19, 2011 11:02 am من طرف عبدالنور
» أسماء يوم القيامة في القرآن...
الأربعاء يناير 19, 2011 11:01 am من طرف عبدالنور
» فوائد الاستيقاظ لصلاة الفجر
الأربعاء يناير 19, 2011 11:00 am من طرف عبدالنور
» أحفظ أختك ...............
الأربعاء يناير 19, 2011 10:59 am من طرف عبدالنور
» قصة اسلامية مؤثرة : كلنا حبينا البنت ديه ... تخيلوا
الأربعاء يناير 19, 2011 10:59 am من طرف عبدالنور
» أسماء يوم القيامة في القرآن...
الأربعاء يناير 19, 2011 10:59 am من طرف عبدالنور
» حان وقت الصلاة
الأربعاء يناير 19, 2011 10:58 am من طرف عبدالنور
» حملة العرش...
السبت يناير 15, 2011 4:03 am من طرف @ abdnor @
» هل تعلم أن الماء يسمع كلامك ؟؟؟
السبت يناير 15, 2011 4:01 am من طرف @ abdnor @
» دعاء اليوم...
السبت يناير 15, 2011 3:59 am من طرف @ abdnor @
» نصيحة غالية من الشيخ عبد الرزاق عند دراسة العقيدة
الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 10:49 am من طرف عبدالنور
» أخلاق المسلم
الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 10:49 am من طرف عبدالنور
» ممكن دقيقة من وقتك
الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 10:48 am من طرف عبدالنور
» أفضل أيام الدنيا
الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 10:48 am من طرف عبدالنور
» يا شباب أمة محمد صلى الله عليه وسلم
الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 10:48 am من طرف عبدالنور
» رمضان مبارك
الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 10:48 am من طرف عبدالنور
» الشوق إلى البيت الحرام
الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 6:26 am من طرف @ abdnor @
» الإمساك عما شجر بين الصحابه رضي الله عنهم ...فرقة الانصار
الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 6:22 am من طرف @ abdnor @
» باب بِشَارَةِ مَنْ سَتَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَيْبَهُ فِي الدُّنْيَا بِأَنْ يَسْتُرَ عَلَيْهِ فِ
الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 6:22 am من طرف @ abdnor @
» فائدة ذهبية للحافظ الذهبى .
الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 6:19 am من طرف @ abdnor @
» انتبهوا يا أعداء الله هذا هو الرحمة المهداة!!
الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 6:18 am من طرف @ abdnor @